مشاعر تسيطر على الإنسان تختلج في صدر الإنسان مشاعر عديدة ومختلفة في طبيعتها، بحيث تسيطر عليه في بعض الأحيان وتطوعه لها، فيبدو الإنسان أمام الناس وكأنّه فاقد لزمام أمره وغير قادر على تحسين وتطوير نفسه ذاته لأنّه صار مسلوب الإرادة تماماً، وعاجزاً عن التفكير المنطقي والعقلاني حتى لو كان كلّ ذلك لفترة بسيطة فقط.
من أكثر المشاعر التي يمكن أن تؤثر على الإنسان سلباً بحيث تجعله يتصرف بتصرفات سيئة قد لا تحمد عقباها في بعض الأحيان مشاعر الغضب، وقد حذّر الحكماء على مرّ التاريخ من تأثير هذا النوع من المشاعر على الإنسان، فالإنسان عندما يغضب يفقد السيطرة على نفسه فتصدر منه تصرفات قد تكون مخلّة في الكثير من الأحيان، وفي حديث رسول الله "صلّى الله عليه وسلّم- إجمال لهذا المعنى، حيث قال: (ليس الشديد بالصرعة، إنّما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).
من المشاعر الأخرى التي لا يتمالك الإنسان نفسه عندما تأتيه مشاعر الحزن، أو التفاجؤ، وقد حذر الرسول أيضاً من هذا النوع من الإحساس من أن يفقد الإنسان سيطرته على ذاته أيضاً حيث قال: (الصبر عند الصدمة الأولى). وفي هذا دلالة على ضرورة أن يكون الإنسان مستعداً للمفاجآت، وأن يتوقع أي شيء في أي لحظة وأن يتمالك نفسه قدر المستطاع.
كيف أسيطر على مشاعري؟
- مراقبة المشاعر والأحاسيس بشكل مستمر، والتعرّف على المواقف التي تترافق معها مثل هذه المشاعر فذلك أدعى وأفضل لغاية السيطرة عليها عندما يحصل موقف معين، إذ يساعد ذلك الإنسان على التوقع والتنبؤ قبل أن يشعر بالإحساس الذي يفقده السيطرة على نفسه، ممّا يجعله قادراً على تهيئة نفسه مسبقاً، وبالتالي سيطرته على نفسه قدر المستطاع.
- المحافظة على السلوكيات بشكل طبيعي وهادئ، فالتصرفات السيئة قد تتفاقم لتصبح مشاكل كبرى تدخل في نفس الإنسان المشاعر السيئة التي تفقده سيطرته على نفسه، لهذا فإنّ من أولى أولويات الإنسان أن يكون قادراً على السيطرة على سلوكياته، عندها فقط سيكون قادراً على ضبط أحاسيسه ومشاعره.
- الابتعاد عن طريقة معالجة الشيء بالهروب منه، فهذا لن يزيد الأمور إلّا تعقيداً أكثر فأكثر، إذ يجب أن يكون الإنسان قادراً على أن يتقبّل هذه المشاعر التي تنتابه بين الحين والآخر وأن يعمل قدر الإمكان على التخلص منها لا أن يهرب منها، خاصة ذلك الهروب السلبي الذي قد يزيد المشاكل تعقيداً كاللجوء إلى المخدرات، أو المشروبات الكحولية، أو القيام بالتصرفات السيئة.
- الاستماع للآخرين وفهمهم قبل التكلم وقبل بناء تصور مسبق، فهذا سيساعد كثيراً على حلّ العديد من المشاكل المختلفة التي قد تصادف الإنسان والتي تنتج في غالب الأحيان عن سوء فهم الطرف الآخر.